رياضة

بين دويّ المدافع وصرخات الجماهير: السودان يقهر الجزائر رغم الحرب

ناصر جبريل

رغم أجواء الحرب المشحونة في السودان، وما يرافقها من قلق ومعاناة يومية يعيشها الشعب هناك، أبى المنتخب السوداني للمحليين إلا أن يمنح أنصاره جرعة أمل وفرح نادرة في هذه الظرفية العصيبة، حين أطاح بنظيره الجزائري في مباراة دراماتيكية ضمن ربع نهائي بطولة أمم إفريقيا للمحليين (CHAN 2024)، ليؤكد أن كرة القدم قد تكون أحيانًا المتنفس الوحيد في لحظات الانكسار.

تفاصيل المباراة

  • السيناريو العام: انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي 1–1. المنتخب السوداني تقدم أولًا بفضل هدف عكسي سجله الجزائري أيوب غزالة في الدقيقة 48، قبل أن يعادل المنتخب الجزائري النتيجة بواسطة سفيان بيازيد عند الدقيقة 73.

  • الأشواط الإضافية: لم تحمل أي جديد على مستوى النتيجة، رغم المحاولات المتبادلة من الطرفين، حيث لعب الحذر الدفاعي والانضباط التكتيكي دورًا حاسمًا في بقاء النتيجة على حالها.

  • ركلات الترجيح: هنا كان الحسم سودانيًا بامتياز، إذ تمكن لاعبو “صقور الجديان” من التفوق بثقة عالية، وسجلوا أربع ركلات ناجحة مقابل ركلتين فقط للجزائر، لتنتهي السلسلة بفوز السودان 4–2.

    • سجل للسودان كل من: وليد خضر، محمد سعيد أحمد، عبد الرحمن يوسف، محمد تقي الله أسد.

    • أما الجزائر فسجل لها: أحمد قندوسي، سفيان بيازيد، بينما ضيّع زملاؤهم فرصًا حاسمة تصدى لها الحارس السوداني ببراعة.

أبعاد ودلالات الفوز

  • رمزية الانتصار: هذا التأهل لم يكن مجرد عبور إلى نصف النهائي، بل كان رسالة قوية من لاعبين يمثلون بلدًا مثقلاً بجراح الحرب، بأن الرياضة ما تزال قادرة على صنع الفرح وجمع السودانيين حول حلم مشترك.

  • التاريخ يعيد نفسه: بهذا الفوز، واصل السودان سجله الإيجابي في ربع نهائي البطولة، إذ لم يسبق له أن ودع من هذا الدور. وبهذا يحجز مكانه في نصف النهائي للمرة الثالثة بعد نسختي 2011 و2018.

  • التفوق النفسي: رغم أن المنتخب الجزائري تفوق في بعض الأرقام (مثل نسبة نجاح الالتحامات الدفاعية التي بلغت 70% مقابل 52% للسودان)، فإن العامل النفسي والصلابة الذهنية للسودانيين رجحت الكفة في لحظة الحسم.

  • فرحة نادرة: في بلد أنهكته الحروب والانقسامات، جاء هذا الانتصار كفرصة للتلاحم الوطني، إذ رددت الجماهير أن “كرة القدم توحد ما فرقته السياسة والسلاح”.

  • الخلاصة

    منتخب السودان للمحليين كتب فصلًا بطوليًا جديدًا في تاريخه، بفوز مثير على الجزائر بركلات الترجيح (4–2) بعد التعادل (1–1) في الوقتين الأصلي والإضافي. وبينما كان المشهد في أرض الوطن يطغى عليه الدخان والرصاص، منح “صقور الجديان” جمهورهم بريق أمل، مؤكدين أن الرياضة ليست مجرد لعبة، بل صرخة حياة في زمن الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى