فن وثقافة

افتتاح معرض الكتاب السوداني في القاهرة: منصة ثقافية لتعزيز الحضور السوداني رغم تحديات الحرب

متابعات: رسالة المغترب

في ظل ظروف استثنائية فرضتها الحرب المستمرة في السودان، تحتضن العاصمة المصرية القاهرة معرض الكتاب السوداني الذي تنظمه مجموعة من دور النشر السودانية بمقر مقهى عندليب الثقافي في منطقة فيصل، بمشاركة واسعة لمبدعين وناشرين سودانيين يسعون إلى إحياء المشهد الثقافي السوداني وتجاوز تداعيات النزاع.

*تظاهرة ثقافية تستمر لأسبوعين

يمتد المعرض، الذي افتُتح مطلع هذا الأسبوع، حتى 5 يوليو المقبل، ويفتح أبوابه للزوار يومياً من الساعة 12 ظهراً حتى منتصف الليل. ويهدف إلى التعريف بالإنتاج الأدبي والفكري السوداني وتعزيز تواجده في الفضاء الثقافي العربي، من خلال عرض مئات العناوين في مجالات الأدب، التاريخ، الشعر، الدراسات الاجتماعية، والفكر السياسي.

*برنامج متنوع وفعاليات حية

يتضمن برنامج المعرض ندوات أدبية وفكرية، حفلات توقيع لكتب جديدة، قراءات شعرية وفعاليات موسيقية، في محاولة لاستعادة نبض الثقافة السودانية ونقل صوت المثقفين والناشرين إلى جمهور عربي واسع.

*تحدي الظروف وكلمة للمنظمين

وفي تصريح لـ”الشرق الثقافي”، قال زياد مبارك، مدير مقهى عندليب الثقافي: “رغم التحديات التي تواجه دور النشر السودانية بسبب الحرب، فإن تجمُّعها في هذا المعرض يمثل خطوة رمزية ومادية مهمة نحو مقاومة الانقطاع الثقافي واستعادة التواصل مع القرّاء.” وأضاف أن الحرب ألقت بظلالها الثقيلة على كافة القطاعات، و”المجال الثقافي لم يكن استثناءً، بل ربما كان الأكثر هشاشة في ظل غياب الاستقرار والمؤسسات.”

*مشاركة واسعة لدور نشر سودانية

ويشارك في المعرض عدد من دور النشر السودانية البارزة، من بينها: منشورات عندليب، دار بدوي، الموسوعة الصغيرة، دار الأجنحة، دار المصورات، الكنداكة للنشر، دار نرتقي، مركز الفأل الثقافي، باركود، منشورات كلمات، ودار مدارات. ويعكس هذا الحضور حرص الناشرين السودانيين على المحافظة على الحركة الثقافية والإبداعية رغم النزوح والتشظي.

*جسور ثقافية بين الخرطوم والقاهرة

ويأتي تنظيم المعرض ضمن سلسلة فعاليات تهدف إلى فتح نافذة للثقافة السودانية في الخارج، لا سيما بعد اضطرار عدد كبير من الكتاب والناشرين إلى مغادرة السودان بسبب الحرب، وما نجم عنها من توقف شبه تام في النشاط الثقافي داخل البلاد.
ويأمل المنظمون أن يشكّل المعرض نقطة انطلاق جديدة نحو تكثيف التبادل الثقافي العربي-السوداني، وتمهيد الطريق أمام إطلاق مبادرات مشابهة في عواصم عربية أخرى، حفاظاً على الهوية الثقافية السودانية واستمرارية مساهماتها في المشهد الإقليمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى