الأمير أحمد الأفندي .. رجل البر والإحسان والمساهمات والعطاء في زمن الشدائد..

إدريس عبد الله
يقال في أوقات الشدائد تظهر معادن الرجال ، ولذلك فإن هذه الحرب الدائرة حاليا في بلادنا والتداعيات التي أفرزتها على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية ، كشفت قيم الرجال وأنتجت المواقف وفتحت الآفاق والارتقاء بالافكار في مواجهة التحديات وإنتاج الحلول وتوليد البدائل وصناعة التغيير.
كما أنها كشفت لنا مدى جاهزيتنا وقدراتنا ، وأبرزت مكانة الطاقات الوطنية التي تسهم في تقديم الحلول في حدود ما هو متاح.
وهنا يجدر بنا أن نعطي رجالات الوطن الأوفياء في زمن الشدائد حق قدرهم وضمنهم الأمير أحمد الأفندي.. رجل البر والإحسان والعطاء من حر ماله وجهده ووقته ، والذي ضرب أروع نماذج البذل والعطاء على امتداد مساحة الوطن وفي ميادين التضحية والفداء والثبات في وجه الأحداث من خلال تعاطيه وتفاعله مع الاحتياجات الملحة.
وأذكر هنا بعض من اسهاماته الكثيرة وعطائه الوفير غير المجذوذ عندما تقدم باعانة أسر شهداء القصر الجمهوري ال ( 35 ) من ضباط وضباط الصف ، ومساهمته في تخريج دفعة المجندين في معسكر الجيش بمدينة بورتسودان ، وتقديمه مساهمة مالية قدرها 20 مليون جنيه للمساعدات المقدمة لمحلية القطينة بولاية النيل الأبيض، وأكثر من 100 مليون جنيه على مستوى محليات ولاية النيل الأبيض ودعمه الكلي للقافلة الطبية إلى السلاح الطبي ببورسودان دعماً واسنادا لجرحى ومصابي العمليات العسكرية من القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى في معركة الكرامة ، كما قدم الأمير أحمد الأفندي قافلة محملة بالمؤن الغذائية لكتيبة الشهب الحارقة لروح شقيقه الشهيد فتحي الأفندي ، وقافلة أخرى لمتحرك البرق الخاطف ولقوات العمل الخاص في محور الشمال شملت مواد غذائية ، وكذلك قدم معايدة شملت حلويات وبسكويت للقوات المسلحة في قاعدة النجومي بمنطقة جبل اولياء ، إضافة إلى مساعدات إنسانية فورية للأسرى المحررين من مرواح وبعض المستلزمات الضرورية وهذا غيض من فيض إلى جانب الادوارالطليعية التي قام بها الأمير أحمد في دعم ومساندة المقاتلين في معركة الكرامة ، ومشاركته في المجهود الكبير الذي يقوم به رجالات محلية القطينة بولاية النيل الابيض من هم في داخل الوطن وخارجه في بلاد الاغتراب الذين قاموا بمجهودات كبيرة في التقديم الدعم المالي والعيني لمتحركات المقاومة الشعبية بمحلية القطينة خاصة وولاية النيل الأبيض بصفة عامة، ونذكر منهم الدكتور عمر شنيبو واللواء معاش محمد أحمد كرار قائد المقاومة الشعبية بمحلية القطينة، والسيد حسن محمد بابكر شنيبو ، إضافة إلى دعمهم للمتحرك المتوجهة إلى الفرقة 18 ، وكذا دعمهم للقافلة المتوجهة إلى القيادة العامة في العاصمة الخرطوم بإسم محلية القطينة فضلاً عن دعمهم لمشاريع الاستثمار في محليتي « القطينة وأم رمته « .
وهنا لابد من الإشادة بالاستاذ أحمد عثمان ابو شنب مسؤول المال للمقاومة الشعبية بمحلية القطينة وعضو اللجنة المالية بالمقاومة الشعبية لولاية النيل الأبيض حيث استطاعت المقاومة الشعبية بجمع مبلغ وقدره ( أربعمائة مليون وأربعمائة وسبعة ألف جنيه سوداني ) من أجل دعم المجهودات الوطنية ، مما يعكس روح الوحدة والتكاتف بين أبناء الوطن ، كما أن المقاومة الشعبية بولاية النيل الأبيض قدمت نموذجا للشفافية المالية حيث نشرت تقريرها المالي لكافة المواطنين في سابقة لم تحدث من قبل في العمل العام.
وفي هذا السياق وأنت تتأمل الوطن هذه الأيام تشعر بأن أبناءه يكتبون تاريخيهم وانتماءهم إلى الوطن والوقوف إلى جانب القوات المسلحة والقوات المساندة لها الذين يضحون من أجل حماية الوطن وصون كرامة مواطنيه من تلك الكائنات البغيضة المتربصة بالوطن وأهله وتاريخه وإنجازاته والمتمثلة في مليشيا آل دقلو الإرهابية والقوى المتحالفة معها من قوى الشر والعدوان.
وأمام كل هذه التحديات لا يسعنا إلا أن نفهم المواقف النبيلة التي قام بها ومازال الأمير أحمد الأفندي ورفاقه الشرفاء الذين شكلوا نموذجا للطهر الوطني يحتذى به لكل أبناء السودان بدعمهم المتواصل للقوات المسلحة في معركة الكرامة من أجل كنس تلك الكائنات البغيضة وكنس العتمة عن دروب الوطن وجعل العلاقة بين الوطن ومواطنيه أكثر توهجا ونقاء وقوة.
وكما يقال بين الأزمات والهوية رباط مقدس وخيوط إتصال لا تنقطع وهو ما تجلى في الأمير أحمد الأفندي و أمثاله من أبناء الوطن المغتربين الذين ظلوا محافظين على أن الجسور الممتدة مع الوطن تصنع للحياة قيمة أخرى في ظلال الأزمات.
اخيرا تبقى الشخصية السودانية موردا حضارياً متجددا ورصيدا قيميا وأخلاقيا وإنسانيا نابضا بالحياة وهو ما عرف عن السودانيين في سلامهم الداخلي ووحدتهم وطيب معشرهم وتعاونهم وتعاطفهم كالجسد الواحد الذي يشد بعضه بعضا. فله منا تحية إعزاز وإجلال وتقدير وإحترام ولكل الذين بادروا في المساهمة بتقديم العون المالي والعيني لمتحركات المقاومة الشعبية في كل ولايات السودان الحبيب.